هذه الصور تعود إلى بدايات القرن الماضى ، وقد التقطت فى ريف مصر الفقير وقتها، بعد مائة عام تقريباً ما زالت بعض الناس من أهلنا فى ريف مصر تعيش نفس الحال و الاحوال.
أمام هذا البيت" إن جاز لنا القول أنهٌ بيت" أمام البيت جلست هذه الفتاة بينما خلفها وقف هذا الصبى، المؤلم هنا أن ملامح الفتاة للوهلة الاولى قد يظنها البعض أنها اُم الصبى، كل عناصر الصورة سوف تُترجم لعيونكم ما ظهر من ملامح معيشتهم، وماَ خُفىَ كان أبئس.
هذه الصورة التقطت فى أحدى قُرى الاسماعيلية، و مَنْ عاش او تعايش مع الريف سوف يستطيع بسهولة أن يُسمىِ عناصر الصورة كما عرفهاَ، الملقاة على الارض ليست أطلال بل هى أدوات المعيشة لربة البيت وقتها، الغريب فى الصورة أن أهل البيت اختفوا منه و بقى ...... حمارهم
و هنا ستجد أن مَنْ يَجُر و يدور هذه الساقية " التسمية ليس لها علاقة بساقية الصاوى" ستجد هنا الجَمل هو مَنْ يقوم بالمهمة وليس الابقار او الجاموس او حتى الحَميِر هذه واحدة، أماَ ثانية الملاحظات ان الساقية ذات التروس الخشبية ، و فى حد ذاتها هى طراز قديم جداً كان منتشر فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر و ليس الساقية المعدنية المستديرة التى انتشرت لاحقا فى بداية القرن العشرين. أماَ ثالث الملاحظات فهى عدم وجود آى عنصر بشرى لمراقبة الجمل او تحفيزه
أماَ هذه الصورة فهى ليست جزيرة سياحية بل هى جزء من احدى قرى دلتا مصر بعد ان غطت القرية مياه الفيضان السنوى، فتقطعت اوصال القرية الى جُزر متناثرة، وهنا وقف الرجلين مع الحمار فى إنتظار من ينقلهم الى جزء آخر من بلادهم، من يشاهد هذه الصورة بتركيز جيد و مزاج معتدل سوف يتفهم لماذا أكتب رقم 18 الان.
كان معكم فى هذه الخروشة من ريف مصر : رَجُلين و جَمل و حِمارين و صبى مُبتسم و فتاة بائسة الاسمال، .... و مازالت الناس الغَلابةَ ...... غَلابـــــــــــــــــــــة
عمــــر المصـــــــرى
31570