الأحد، 18 مارس 2012

_118_ الحلاق فى مِصر .. أيام زمان

التاريخ : عام 1890
المكان : مصر المحروسة
الحدث:  الناس بتحلق شعرها ... عادى كده ، وبينى وبينكم لانى  لقيت عشرات الصور ترجع كلها الى عام 1890 يعنى من 122 سنة بس
جلس الصبى المسكين بين يدىّ الحلاق، و ملامح وجهه تعبر عن حالة آلم و قلق و خوف ، بينما وقف فى الخلف صبىّ " أو صبية" الحلاق بمنشة ذباب أو مرآة ....الغريب أنه فى "عِبْ" فتحة الجلباب توجد علىَ ماَ يبدو .. قِطة 
على كل حال لو كانت مرآة فليس لها أى فائدة لان الحلاقة بالموس تماماً ، و إذا لم تكن منشة للذباب أو مرآة للرؤية .. فقد تكون "مضرب بينج بونج مثلاً)



و هنا هذا الرجل ذو الحظ العاثر بين يدىّ هذا الحلاق، الذى إرتدى زىّ يصلح لحلاق أو شيخ كُتاب أو حتى حانوتى.
المهم فى الامر ان هذا الحلاق لابد ان يستعمل كلتاَ يديه فى حلاقة رأس الزبون، وايضاً طريقته العجيبة فى الحلاقة أنه لابد أن يُصب الماء اثناء الحلاقة على رأس الزبون، فكان أن أخترع الحلاق هذا الاناء المعلق لكى ينقط الماء على الشعر أثناء الحلاقة ، بينما جلس الزبون المسكين واجماً وعابساً وفى حال ترقب و أمسك بين يديه بإناء أكبر " ليس للشُرب كما سيُخّيل لك  من أول وهلة" ..بل كى يتجمع فيه الماء الساقط من رأسه مع الشعر الذى تم حلقه. ... "نعيماً "



،عمــــر المصـــــــرى
33850






السبت، 17 مارس 2012

_117_ .. الست القويّة ... جميلة و مُفتريّة

الصورة التقطها مصور هولاندى عام 1895 فى احد أحياء القاهرة الشعبية القديمة، وقد كتب تحت الصورة باللغة الهولاندية وصفاً مبتسراً يقول فيه ما معناه "  فى احد مناطق القاهرة نرى عائلة مصرية تعيش فى الشارع، و تتناول وجبة طعامها، و المرأة إحتشمت بحجاب على طريقة أهل الشرق " و هو وصفاً يصلح للاوربيين الذين لا يعرفون الكثير الحياة فى مصر وقتها. ... بينما انت إن اردت أن تفهم تفاصيل الصورة الحقيقية سوف تلاحظ الاتى:
 -       لا توجد "طبلية" طعام ، بل هو قفص من الجريد رُصت فوقه أطباق شهية من الطعمية و البصارة بالعدس أو العدس بتقلية " لست متأكداً بصراحة " و كذلك طبق د يكون من السلاطة الخضراء و بضع ارغفة خبز بلدىَ .. وقُلتين "جمع قُلةَ"، تجّمع حولها الاسرة الخماسية و هم
-       أمُ " الزوجة" تبدوا قوية الشخصية وطاغية الحضور و أيضاً جميلة بعض الشىء، .. إلاَ أنها تربعت فوق المكان الوحيد المرتفع حجر كبير أو كرسى خشبى مختفى تحتها، وهو مكان أنسب أن يمتطيه رب الاسرة " الراجل الطيب العطشان" ..يفهم من هذا أنها ست مفترية و الكلمة كلمتها و الشورى شورتهاَ ، لاحظ نظرتها الحادة من خلف البرقع و اليشمك الى المسكين زوجها أثناء تجرعه ماء " القُلة" قد يكون كان صائماً و ظمآن فشرب أولاً
-       هذه السيدة القوية رغم فُقر العيش و تواضع الحال و الاحوال لكل افراد الاسرة، إلاَ أنها ترتدى زينة و حُلىِ ... قِرط فى الاُذن و عِقد تدلى على صدرها، و غويشة أو إسورة فى يدها، بينما تزينت أصابعها بخاتم او خاتمين .. صراحةً لم أفهم لماذا تنظر شذراً للرجل المسكين و هو يشرب.!!؟ "الحركة دى مضيقانىى حبتين"
-       الاب" أبو العيال و ليس الزوج" الرجل طيب و مسالم و ضعيف الشخصية لانه تنازل لهذه السيدة المفترية عن مقعد رب البيت و اكتفى بدور الزوج المطيع ... " الله يكسفك يا شيخ "
-       الابناء ... ولد و بنتين " الولد " أثار شكوكى فى كونه إبنهم، لانه اسمر البشرة عن الباقين وكذلك نَبتَ شاربه، و عمره قد يكون أكبر من أن يكون أبنهما ، فالزوجة تبدوا شابة عفية قوية و الزوج يصعب ان نتخيل أن يكون أبو الصبى .. إلا إذاَ كان تزوج هذه السيدة الشرسة وهما فى سن الطفولة
-       البنت الصغيرة جلست جوار الاب حافيةً، و ترتدى جلباباً شعبياً مقلم طولياً بخطوط عريضةً " بيفكرنى بلبس المساجين او الحرامية فى الافلام القديمة " الغريب انها وضعت رغيف الخبز فى حِجرها، يفهم أنها كانت تعرف مسبقا أنها لن تنال نصيبها بسهولة وسط هذه العائلة " واخدة من ابوها طيبته و خيبته "
-       البنت الاكبر، تقضم خبزها  وهى تنظر بجانب عينها الى ملتقط الصورة بريبة و تحفز، يلاحظ أنها ايضا تلبس بعض الحُلىِ فى معصميهاَ " إقلب القِدرة على فُمهاَ...... "
-       نعود الى وصف المصور الهولاندى صاحب الصور، فهو لم يفهم ان هذه الوجبة فى الشارع قد تكون وجبة إفطار رمضانية بسيطة تناسب فُقر الحال " ليس بها لحم أو مُحَمر أو مَشمْر " تتناولها الاسرة أمام البيت ربماَ هرباً من حر الصيف، ... و إن لم يكن وقت صيام فقد يكون إفطارا صباحى خارج البيت
-       سوف تحتار فى الصورة و ربما لن تتفق معى فى تحليلى، و أنتْ مُحق لأن كل عناصر الصورة تثير  التعجب و الحيرة و الاستفهام و التأمل و التندر وايضا بعض الارباك ...... لكن الاهم والاجمل أن هذه الصورة تعطى كل من شاهدها فرصة مستقلة فى فهمها او تحليلها .....  " هى أصلاً الصورة لما تحلل فيها اكتر .... هتعرف انها هتلخبطك اكتر "


،عمــــر المصـــــــرى
33750









الجمعة، 16 مارس 2012

_116_ .... رِكبت التُرماىّ..!؟


الصورة قد تعود الى الاربعينات او الثلاثينيات من القرن الماضى، على إعتبار أن "البارون إمبان" هو أول من ادخل القطار الكهربائى"الترام واى" الى مصر عندما أنشأ حى مصر الجديدة  بين عامى 1905 و 1910 " طبعا حضراتكم مكنتوش لسه شرفتوا "
إن كنت فى عجلة من أمرك فلن ترى فى الصورة إلاَ حالة زمانية غابرة. و إن كنت مثللى تُدمن التدقيق و التحليل سوف تمسك بالتفاصيل الصغيرة  ، انا حاولت و أمسكت ببعض التفاصيل وهى:
- الترام يتكون من عربتين فقط، ممتلىء بالركاب " منفوخ بالناس" يبدوا أن الزحام و الازدحام و الحشر و التكدس ثقافة متوارثة
- رغم تكدس الناس بهذا الشكل لكن ستلاحظ ان الشارع ليس مزدحماً، بالبعض كان يمكنه السير على الاقدام فى الشارع و يرتاح من هذا الاختناق، مع العلم أننا الان غير متاح لنا نعمة هذه الشوارع الهادئة الرائقة الآمنة
- لا تستغرب عندما ترى العسكرى النظامى " متشعبط" على الباب، فكيف له أن ينهر أو يمنع جيرانه فى "الشعبطة" ..!؟
- حتى لا نظلم عسكرى النظام ، ممكن يكون الرجل ذو الزى الرسمى هو المحصل" الكُمسرى" حتى لو كان هو المحصل فكيف له أن يُحصل قيمة التذكرة من الوضع "متشعبطاً" ...!؟ و مع ذلك ستلاحظ ان الرجل الذى يقف يمين "العسكرى او الكمسرى" و يعطينا ظهره يلبس أيضاً زى رسمى
- ستلاحظ الشخص الذى يمشى على يمين الترام، خطواته تشى انه يمشى بامان و بدون تعجل، مما يدل على أن سرعة الترام لم تكن عالية "عالم كانت رايقة آوى"
- سئوال يفرض نفسه بسذاجة: هل كانت بنات حواء"النساء" لا يركبن الترام وقتها؟ فكيف لإمرأة أن تُحشر وسط هذا الخضم الرجالى "الخنفشارى"؟
- لست متأكد أن الصورة التقطت فى العباسية أو مصر الجديدة أو باب الشعرية او شارع الجيش، لكنها بكل حال هى فى القاهرة، القاهرة القديمة تملك سحرهاَ حتى لو كانت اللقطة أمسكت بلحظة معاناة يومية اعتيادية .... بقيت حتى اليوم " أقصد لحظة المعاناة اليومية"
- فى جميع الحالات لابد أن نحسد من عاشوا هذه اللقطة، خصوصاً الذين تكدسوا على سلم و ابواب و موْخرة الترماى ..نحسدهم على رشاقتهم فى الشعبطة والتسلق و التحمل .. ...... المهم ، هل سبق لك و .... رِكبت التُرماىّ..!؟

نعتذر عن هذه الغيبة، فلقد كانت بكل الاحوال لظروف خارجة عن الارادة

،عمــــر المصـــــــرى
33675













الجمعة، 2 مارس 2012

_115_ نِساء مِن مِصر

نعم هنَ نِساء من مِصر، ليسوا بالضرورة من سيدات المجتمع، ... وليسوا بالضرورة فى أبهى زينتهن، ... وليسوا بالضرورة يلبسن ثياب غالية مُنمقة، ... وليس بالضرورة نساء بهيات الطلعة فاتنات الملامح، .... رغم كل ما لم يتوفر فيهن .. لكن الصور الـــ 15 سوف تجعلك ببساطة تجدهن مصريات ...طيبات ... بسيطات ... صادقات ... وايضاً جميلات بِقدر ما توفر لهن .
لا تتفاجىء إذا وجدت فى وجوههن بعض ملامح من جذورك الريفية  ...هذه الصور تعود الى اربعينيات القرن الماضى، تأمل الوجوه،.. دقق فى عناصر الصورة،... حاول أن تُمسك بالتفاصيل الصغيرة " إن لم تفعل فسوف تمر عليك الصورة بسرعة دون آى متعة أو فائدة " فقط حاول أن تُمسك بالتفاصيل  و سوف تمسك بما لم أكتبه بنفسى، ..... فلقد تركت هذه المهمة لك اليوم















نغيب لبضعةْ أيام لدواعى السفر و العمل ، ونلقاكم على خير .. ....بإذن الله
،عمــــر المصـــــــرى


32375






















إجمالي مرات مشاهدة الصفحة