لست متاكداً ... إن كان الكثيرون سوف يصدقوا اعينهم الان أم لا ... فهذه الكلمات نقشها زوج على قبر زوجته ... فامامكم النص كما نقلته بصعوبة من الصور .. حاولت ان انقل لكم رائحة الحروف .. لا لشىء .. إلا لاننى شعرت انها امانة كبيرة أن يكون بين يدى هذه الصور التى تنقل لنا ندرة احداثها .. تنقل لنا معانى كبيرة و غائبة .. بين ايديكم النص باللون الاحمر و تحته الصور كما وصلتنى ... ولله الامر من قبل ومن بعد
" بسم الله الرحمن الرحيم ... ماذا أقول ..و أى كلمات اعبر بها ... ماذا اكتب عن رحيلك ..إن الكلام فضيحتى أيتها الزوجة الوفية...ضاقت بىِ الارض .. وضاق بىِ البحر .. وضاق بىِ الزمان و المكان من بعد رحيلك ....لست ادرى كيف أكمل حياتى بدونك ... ولا اعرف كيف أعيش فى هذا الزمان .. ما زلت أدفع من دمىِ كى أسعد البشر ... ولكن شاء القدر لأبقى وحيداً .. القدر أخذك أيتها الحبيبة من يدى .... أخذوا ذكرياتى.
أسالك السماح ... فربما كانت حياتك فديةً لحياتى ....فلذة الحياة بعدك مستحيلة .لأنك كنت أبهى النساء فى نظرى ... فلا تغيبى عنىِ فإن الشمس بعدُكِ لا تضىء على السواحل ... ياإمرأةً تجسد كل امجاد المرأة العربية
يا عطراً بذاكرتى ... و القصر الصغير يسأل عن أميرتهِ الحنونة ... إن هداياكِ و إبداعاتكِ ما زالت على الحيطان باكيةً ...
و وجهكِ يا زينب لم يزل متنقلاً بين المرايا و الستائر ... إننى مطعون فى الاعماق .. والاحداق يسكنها الذهول .. كيف ذهبت أيامى و احلامى يا زوجتى و يا ضياء عينى .. أذكركِ فى كل موعد و قعدة .. فمنُ ينور المنزل من غيرى .. إن الحزن يثقبنى ... فكل غَمامة تبكى عليكِ .. فيا ترى من يبكى علىِ ...؟
فكنت رحلة صامتة فكيف تركتينا للرياح .. أيُعد هذا القبر قبركِ ام قبرى .... انا
كل الجنائر إبتدأت فى رحيلك ... و تنتهى بفراقك ... لست احضر الجنائز بعد اليوم ...فكلىِ بكُلكِ مشغول عن البشر .. فكيف أنساك يا نور بصرى و يا رفيقة دربى لأنك انت حياتى و سر قلبى ... و حينما كنتٍ كنتُ انا ... والقبر لم يجردنى من محياكِ .. فأذكرك عند طلوع الشمس و عند غروبها ...
فمن شدة ذهول الصدمة لم استطع الوقوف على قبرك .. و ها انا اليوم جئتُ لاودعكِ .. فوداعاً لأننى مهاجر الى ربىِ ......................... "
عند هذا الحد لم استطع قراءة ما تبقى من رثاء نبيل على شواهد قبر الاميرة الراحلة .. تغلبت الزروع التى شارفت زهورها على الزبول .. تغلبت غصون الزروع على باقى الكلمات فلم أتمكن من قرائتها ... و القصة حقيقية أمدنى بها صديق جزائرى بعد استئذان السيدة الفاضلة والدته صاحبة الفضل فى هذه الصور و بعض تفاصيل القصة .. فلهما خالص الشكر و الامتنان.
القصة جرت فى ولاية تلمسان فى بلاد الجزائر ... و تلمسان يتميز اهلها بخصائص و سمات يشهد لهم بها باقى اهالى الولايات .. تلمسان كما نقول بالعامية فى مصر " ناس ذوات " يشتهرون بالادب الجم و الثقافة العالية و التدين الحميد البسيط ... من ناحية الشكل فهم جمعوا كل ملامح الشعوب المطلة على البحر الابيض .. فقد انعم الله عليهم بجمال الخَلق .. والخٌــلق ...
و القصة جرت احداثها منذ خمس سنوات تقريبا .. و بقت حروف رثاء هذا الزوج الطيب الوفىِ .. تدلل لنا أن الحب الحقيقى يبقى بهذا السمو .. طالما هناك من يستحق هذا الحب وايضا هناك من يملك القدرة على الوفاء...
ما وددت أن ادثركم بحزن اخر .. فأشعر ان بعضكم سوف يتأثر حزنا على ما قرأ و شاهد من صور .. لكن الامانة تقضينى أن اقول .. انه بعد رحيل هذه الاميرة .... بعد رحيلها بشهور قليل... لم يتحمل الزوج الطيب الوفى ... فالتحق بها فى دار الحق .. فكان ...... فِراق .. و لِحاق
تحياتى / عمر المصرى
.