الاثنين، 28 يونيو 2010

الخروشة الـ 22 ــ ... السعادة فين ؟




جلسا الرجلين قبالة بعضهما كالعادة، مرت أيام عديدة لم يجلسا لبعضهما كما تعودا، إقتنصا فرصة من الوقت المزدحم لينفردا ببعضهما، بدا عليهما جلياَ انهُ جمعتهما فكرة جديدة، فقد كان من معتاد الامور بينهما إن  أحدهم أرقه شيئا على الفور يحضر أخَرهٌ ليناقشه او ليرهقه او على الاقل ليقاسمه افكاره.
جلس صاحب الفصحى الهادىء دائماً... إلى العامىِ العصبى غالباً .. ولكلا منهما طريقة يفهمها الاخر اكثر مما يفهمها الاخرون، و أحسبُ هذه النقطة هى منُ وفرت عليهم الكثير

. يا هذا

.. نعم يا اخويا ؟ عايز ايه ؟ و بتزعق ليه ؟ شايفنى اطرش و الا فاكر  نفسك فى الصحرا ؟ انا مرزوع جنبك اهوه .. بلاش تزعق .. عشان مخبطشى معاك ع الصبح

. لم اصرخ بك يا رجل ... ، ... رفقاً بىِ  ... و رفقاً بنفسك .. اَماَ توقفت انت عن التدخين ؟ هل هذا سبب عصبيتك ؟!؟ .. طابت الاوقات .. و رطبت النهارات ... واستفاقت الغفلات

.. اتكعورت الحاجات ... و اتئندلت الدماغات ... و اتبرطشت المخات ... و مابطلتش انا دخانات .. والتعلب فات فات ... و رجع خايب من سكات

. يا الله عليك ايها المسكين .. ذاك الذى يقضى نهاره واقفاَ على وتيرة مشدودة من الانفعالات .. يخيل لمن يراه انه سيسقط فى اللحظة و التو .. من وهج عصبيته

.. سقط عليك سقف ما قومت من تحته ... انا زى الفل و موش بحب العكننة و النكد ... بطل اللؤم بتاعك ده .. عايز تحسسنى دايما انك هادىء و رزين و أعقل منى

. لا  .... لا اود اى شىء من هذا ...و انا مثلك لا احب الامزجة السوداوية ولا الاجواء العصبية ولا إشاعة الكأبة بين الناس .. و قد اكون هادئا عنك لكنى بكل الاحوال لست احسب نفسى رزينا عنك .. بل للحقيقة انا اتعلم منك الكثير .... لكن إن سقط السقف علىِ .. سترافقنى الرحيل ... تنسى احيانا أننا ولدنا سويا و سنرحل عنها سويا بنفس اللحظة

.. ايوه يا اخويا ... انا كل يوم أسال نفسى يعنى ربنا سبحانه و تعالى اختارك ليا عشان تتطلع عينى .. و بعدين ارجع استغفر الله و أأقول الراجل الطيب الهادىء ده عامل لى زى كلكيعة الضمير و فرامل العربية .. و مطلع روح اللى خلفونى... لكن زى العسل و الدنيا منغيره متسواش حاجة .. انجعص بقى، وخد ولع لك سجارة روق المخيخ .. عشان نتكلم فى موضوع مهم اوى اوى

. انا لا ادخن ولست مكباح سيارة و لست وخاز للضمائر ... لك ما شئت فى حرية التصرف فى نفسك .. علك تشعر بالسعادة

.. السعادة....!؟

. ما بك؟

.. يخرب عقلك .. هو دى الموضوع اللى كنت عايز امرمغك فيه

. بالله عليك؟

.. اه والله العظيم .. السعادة دى انا وانت و كل الناس بتدور عليها .. وكلنا موش لاقيينها

.من قال لك انها غير موجودة؟

.. انا عارف انها موجودة ... لكن بقولك كلنا موش لاقيينها ... يعنى تايهة مننا   ضايعة مننا .... دى قصدى يعنى

. ان كانت ضائعة او مخفية  فلنبحث عنها .. قد تكون موجودة امام اعيننا ولا نراها .. فى هذه الحالة هل تقول انها مختفية ام تقول أن اعيننا عجزت عن رؤيتها ... هذا إن جاز لىِ أن أقول ان السعادة تٌرىَ بالعين ... هى موجودة سيدى ... أُجزم لك انها موجودة .. فقط لتبحث عنها فى الامكنة التى تناسب مقامها ، ... و المناخات التى تعيش بها السعادة،.... ومع الاشخاص الذين قد يهبهم الله القدرة على منحك اياها

.. الاشخااااااااااااااااااص .. الله يفتح عليك .. نبدء بقى بالاشخاص

. مَنْ بحياتك تتوسم فيهم انهم سيمنحوك قدراً كافياً من السعادة

.. العيال

. نعم ؟

.. ااقصد الاولاد يعنى .... الخلفة و الذرية .. امال احنا بنتنيل على عيننا عشان مين

. من قال لك ان السعادة فى البنين قد يكون مخطىء ... لان مصدر الشىء لا يجوز ان يعطينا عكس الشىء الذى نرتجيه

.. بدئت الحفلطة و اللف و الدوران؟

. لالا .. أقصد ان الذرية الصالحة الطيبة .. ستهبنا قدراً كبيرا من السعادة .... أما وإن خاب الرجى فيهم فمن الصعب استبشار سعادةً منهم لذلك قلت لك  "  من قال لك ان السعادة فى البنين قد يكون مخطىء " ولا تنس أننا بدورنا لابد ان نسأل انفسنا هل وهبنا والدينا السعادة؟... فكر و استقر


" همهم العامى لنفسه و فكر فى كلام صديقه ورفيقه، لم يقلق على انتظار السعادة من اولاده فهذه تحتاج وقتاً طويلاً كى يستقر يقينه منها ... لكن ما أقلقه فعلاً .. انه غير متأكد أنه منح والديه السعادة المرجوة .. عاش سنوات طويلة فى كنف والديه ولم يفكر يوماً هل منحهما سعادةً؟ فأستقر يقينه ان يسرد عنصر أخر للسعادة فسأل رفيقه "



.. طيب خلاص يا معلم بلاش العيال تدينا الهباب السعادة... لاننا ممكن نكون خيبنا رجا اهالينا فينا والله اعلم .. طيب ااقول احتمال تانى؟

. تفضل

.. ممكن السعادة تكون فى المال؟ الفلوس يعنى ممكن تدينا السعادة؟

. اواه من المال و فتنته

.. ليه بقى

. فكر قليلاً .. المال نعم نعم يهبنا الكثير ...... و أيضاً الكثير

.. تقصد ايه بالكتير الكتير يا معلم

. أقصد الكثير من النعم و المحاسن و المميزات و ايضاً الكثير من النقم و الفتن ... نتذكر المال برونقه و سطوته و قدرته على استجلاب ما نطلبه ... و ننسى تماما أن للمال مفاسد و مخاطر .. أحسب ان المال مطلوب بقدرْ... بقدر ما يلبى فينا من يرضينا بعد ان يرضى الله تعالى  فقط .. و إن زاد مقداره و قدرته و اغرائه ... قل علينا السلام ....  وعلى السعادة وقتها أن تبحث عن مكان اخر .. المال وسيلة تحتاج قناعة انه مال زائل و خطر ومفسد ومغرى و مطلوب ... ولا غنى عنه ايضاً

.. يعنى لا العيال ولا الفلوس ... قلقتنى يا باشا ... استحملنى بقى  انا عبيط شوية..... يا ترى السعادة ممكن نلاقيها فى الستات .. خصوصا الموزز الحلوة الصغيرة المقطقطة ؟

. لمرات عديدة طلبت منك ان تتوقف عن لفظ موزا و موزز .... هن النساء ...... دائما تختصر النساء فى بعضهن من تتوسم فيهن المياعة و التفاهة فى القول والرخص فى الفعل ... والجمال المؤقت فيهن يحرضك ان تطلق تسميتك عليهن،  ناسياً متناسياً ان بنات حواء ليسوا هذه الجزء االفاتن المحرض المضمحل المتأكل بنفسه .. لان بنات حواء تحت لوائهن تمشى امك  واختك و زوجتك وابنتك ....  وحبيتك إن جاز لك أن تحب من جديد  أيها النزق ... فهل يصح ان تطلق عليهن نفس التسمية؟

.. اخرس قطع لسانك ..... بقولك ايه اوعى تلخبط فى الكلام ... هتجيب سيرة العيلة هادبك على قلبك على طول .. ومع ذلك بلاش يا سيدى كلمة موزا ..حاضر من عنيا ... طيب خللى السئوال كده ... ممكن السعادة نلاقيها مع الستات ..؟

. ساقول لك ... بنات حواء ذاك الجزء البديع الناعم الذى نتوق اليه إن غابوا و نشاكسهم إن حضروا .. لكن

.. لكن ايه؟

. لكن عليك ان لا تعطيهم اكثر مما يستحقوا .... ولا تغبنهن بأقل مما ينالوا منا .. و إن انتظرت السعادة معهن... فعليك السلام .. و ان منحتهن بؤساً و شقاءاً فعليك اللعنة

.. لعنة تلهفك يا اخى.....  يعنى ايه؟ الستات بتخوفك للدرجة دى

. لا تخيفنى النساء لانى اتحسب لهن .. ولا اظلمهن عندما أقول هن مصدر السعادة و مصدر الشقاء .. و كباقى البشر لا تستديم سعادة مصدرها بشر

.. طيب بلاش العيال و الفلوس والستات ..... ايه رائيك لو قلت لك السعادة فى الصحة و العمر الطويل ؟

. للوهلة الاولى كلامك صحيح

.. هو فيه وهلات تانى  ؟

. بالطبع هناك الكثير ... الصحة هذه منحة من الله .. يهبنا الخالق اياها كى نفنيها فيما هو خير و حق وجميل و دائم ... لكن تعرف ان الكثيرون منا وهبهم الله الصحة والعافية و مستقر البدن و قوته مع العمر المديد لكن حرضتهم هذه النعمة على تنكيس نبل المنحة الى بطش الظالم الجهول ... وكما ترى هناك من أمدهم الله بالعمر الطويل و الصحة حتى اواسط العقد التاسع من عمرهم  ... كرعاة لا رعية .... لكن لو نظروا ورائهم نظرة عادلة متفحصة نزيهة......  لافزعهم انهم أساءوا كثير للمنحة الالهية .. وان  منحة الله لم تهبهم السعادة بقدر ما منحتهم وعيداً مُسبقاً  أن حسابهم لن يكون هين  إن لم يكن عسيرا .. فهل لك ان تظن ان الصحة و العمر الطويل هما بالمطلق منبت السعادة؟

.. عم الحج؟  يا عم الحج بلاش السياسة هتودينا فى داهية ....  موش ناقص غير تقول اسم حسنى مبارك و غيره ......... انتا عقدتنى فى حياتى ... لا الولاد ولا الستات ولا الفلوس ولا الصحة ولا طولة العمر .... اومال  سعادتك بجلالة قدرك كده بتلاقى الهبابة فين ....


"بدأ جلياً للعامى ان صاحبه  ذو الفصحى البليغة يملك توصيف للسعادة بشكل بعيد كل البعد عما تصوره و تخيله من اسباب السعادة ، كم ودٌ ان يدلف الى عقله ليفهم ويسبق الوقت للمعرفة "



. ما بك سكت  و حملقت فى السقف؟

.. ابداً بس حسيت انك دوختنى و طلعت روحى  ويمكن نستنى اصلا حكاية الهبابة السعادة .. المفروض بقى تفهمنى رائيك انتا ايه ...... اعتقد ده حقى افهم دماغك راحت فين

. نعم هذا حقك ... ما اردت توصيله لك انه لا الاولاد ولا المال ولا الصحة و طول العمر ولا النساء ولا حتى نحن الرجال تستطيع ان تختزل السعادة فيهم .. لا تنس الاولاد احيانا يصبحوا عبئاً مرعباً .. والمال فتنة ... و الصحة اغواء و اغراء  و طول العمر قد يتحول الى ثقل على الاخرين .. و النساء و الرجال مصدر سعادة و شقاء لكليهما ... و الدليل احيانا و غالبا و ليس دائما ستجد ان الكثير من الناس غير راض  غير متوائم  نادر التوافق مع شريك حياته .. و يكابر فى اظهار الحقيقة لخطورتها .. ويظهر  عكس ما يبطن  .......  
والان  لكن قبل ان اشرح لك شيئا... لا استطيع ان ادعى ان ما سأقوله هو الصواب ... هو فقط مجرد اجتهاد منى يقبل الصواب و يقبل قبله الخطأ .... سوف استشهد  برأى من هم ابلغ منا تعبيراً ..... و اكثرنا رصانةً ....... واعمقنا فكراً

.. معنديش اى اعتراض .. بس خدنى على قد عقلى بشويش كده عليا  عشان افهم ببساطة .. بالمناسبة عجيتنى جدا قصة شريك الحياة  .. لان فعلا مستحيل حد يقولك انه موش مرتاح مع مراته  ....  او اى ست تقولك انها مخنوقة من جوزها ... الناس فعلا بيبقى جواها الاسباب ... بس متقدرشى تقولها اولا لانها فضيحة و فشل و عجر .......  و ثانيا لان اللى هيسمعوهم هيتفرجوا عليهم او يشمتوا فيهم  .. و يخلوهم حدوتة .. وثالثا و اخيراً لان محدش عنده الشجاعة يتكلم و يتمرد وكمان محدش عنده اللى يسمعه صح .....  و يفهموا باحترام ..... يالا  يا باشا سمعنى احلى كلام من اصحابك اللى بتقرأ لهم

.لك هذا بكل الحق .. يقول هنرى جاكسون فان دايك

.. ايه ايه ايه  استنى يا حاج .. مين ده ؟ ... دى الجدع المطرب اللى مات مسموم؟

. اضحكتنى سامحك الله .. هذا ليس مغنى ولا مطرب ولا راقص ... هذا مؤلف و مفكر و فيلسوف  امريكى ولد عام 1852  وتوفى عام 1933 وله مأثر على الادب الامريكى

.. مشاء الله ... انتا وصلت لحد امريكا يا معلمى ... الله يفتح عليك ......... طيب قول قول  شكلك هتلم الموضوع فى كلمتين و تريحنى .. عارفك بتحب لـملمة المواضيع فى  جملتين فى العضم ... الله عليك

. يقول هذا الرجل البسيط

Happiness is inward and not outward; and so it does not depend on what we have, but on what we are.

Henry Van Dyke

.. الله يخرب بيتك و يخرب بيته ........ إحنا ايه؟

. هل تحتاج الى الترجمة ؟

.. انتا فاكرنى جاهل .. موش عايز ترجمة انا فهمت .. و قلت لك .......... إحنا ايه؟ ده سر السعادة؟

. كما قال الرجل " السعادة داخلية و ليست خارجية و هى لا تعتمد فى وجودها على ما نملك ....... بل تعتمد على من نكون؟

.. تصدق بالله .. انا من اول القعدة عمال ااقلب و اخبط فى الخارجى و الخارجيات .. ونسيت خالص موضوع انه ممكن يكون جوانا بذرة السعادة و عماليين ندور و نتوه و نتوه  ونتوه ......... مع ان المسالة اابسط كتير .. اكبر عذاب لاى انسان أنه يدور على شىء فى المكان الغلط .... ممكن يضيع عمره كله و ميوصلشى لشىء ... و يطلع لا مؤخذة حتة حمار

. حاشا لله

.. الله يحفظك و يعزك .... تعرف انا اكتر شىء بستعجب له بينا ايه؟

. ماذا ..........!؟

.. انك بتتحملنى كتير كتير ...ولا بتزهق ولا بتمل ... تبارك الله عليك ...  تعرف سعادتى دايما موش بلاقيها مع اى انسان .... وحط الف شرطة تحت كلمة اى انسان .......  سعادتى بلاقيها معاك دايما

. وأشُهد الله انا مثلك اجدها معك فقط ...... هل تعرف السبب؟

.. طبعا ...... لاننا احنا جوانا ...  يعنى واحد جوه التانى... داخللين موش خارجين  ... مكفيين موش محتاجين ... مستورين ليوم الدين ... مستورين لاننا راضيين ...  راضيين ان اللى جوانا لو خرج للناس اللى بره ... هيفقد معناه ... و هنبقى لا روحنا ولا جينا ... احلى شىء بينا هنلاقيه مع بعض  .... تعرفه ايه؟

. ليتك تمتعنى به

.. كلمتك الجامدة اوى اللى انتا كتبتها فى اول الخروشة  " تنسى احيانا أننا ولدنا سويا و سنرحل عنها سويا بنفس اللحظة   "  .... يمكن الناس متخدشى بالها منها  لكن انا اخدت بالى ... لان ده اجمد واحلى و انضف شىء بيجمعنا .. جيناها سوا .... و هنسيبها سوا فى يوم من الايام

. انت تعرف ان الاستغناء بالله يقينا شر العوزة  و السئوال ... و تعرف اننا لسنا ملائكة ....  نحن بشر مثل الاخرين  ... يخافون أن يكشفوا عوزهم و عورتهم لنا ... مثلما نرتعب من عورة العوز التى تجتاحنا و نكتمها لانفسنا .. هم بدورهم يكتمون سئوالهم عل الله يكفيهم سئوالهم يوما ما .. عليك فقط أن لا تنسى أن لناَ  ما لناَ .... و عليناَ ما علينَا .... فما خصنا الله بشىء اكثر من باقى البشر .. إياك و أن تنسى هذا .....  والا ضاع منا كل ما جنيناه  ... ما اريد قوله ان السعادة نسبية ليس بالضرورة نبحث عنها فى شىء ثمين وغال .. بل ليس مهم ابداً ان تبحث عنها لمجرد البحث ... دعها تاتى طواعية بذاتها وقتما توفر لها كل شىء  فهى إن حضرت لن تدوم ... وإن غابت عنا سترجع ...  فقط فقط كن متصالح مع منُ وهبك الحياة و ألزمك بالخير و نهاك عن ما يسوء .. وايضاً كن متسق مع نفسك ...  ذَكِر نفسٌك أنك بشر تخطىء و تصيب ...... و قبل ان تتفاخر بما هو حسنً و رائع فيك  ... عليك ان تعترف لنفسك على الاقل ان بداخلك من المساوىء  و النواقص ما يجعلك تشعر بالخجل ... لتعود لتتواضع قليلاً .. علك تجد السعادة  احيانا فى تقريع الذات و تهذيب النفس او على الاقل الاعتراف ان هناك شىء او اشياء سيئة داخلنا يتوجب الاعتراف بها حتى لانفسنا دون خجل او مكابرة .. ... حتى وإن عجزنا عن تصحيحها ....
 سيدى و رفيقى و صديقى .... تلك هى السعادة النسبية  فعليك بها

.الله يخرب بيت اليهودى العبقرى اللى اسمه انشتاين ... دخل الهبابة النسبية فى كل حااااااااجة  ..... ربنا يهدك يا شيخ ....  .. منك لله... فضحتنى و فضحت الناس واللى بتغطيه .. و بتعرفه و بتداريه ... مكسوفة منه و عايشة فيه ...
على كل حال فى هذ الموقف الحرج ... و الجو الحار اللى يخنق و يفطس .... يسرنى جداً  أأقول لحضرتك ... انا اتخنقت منك .... أأقفل التدوينة و شطب الخروشة



نظر الفصيح الهادىء الى رفيقه ذو اللسان الحاد و ابتسم فى تودد عميق ... كأن ما بينهما مع مرور الايام يزيد و يكبر ... كان يتاكد بينه و بين نفسه أن بلاغته و فصاحته بدون هذا العامى النزق لا تساوى الكثير ...... فهذا العامى العصبى يملك فلسفته ايضا و كذا له ادوات  تؤلم و تنبه وإن كانت الفاظه فجة احيانا إلا انها صريحة دائماً ...
بينما العامى أخذ يحملق فى سقف الغرفة و سرح بافكاره التى امدته بخلاصة مهمة... أن هذا الفصيح الهادىء البليغ ... سيبقى داخله دائماً وابدأ ... ولم يشعر لبرهة أن الفصيح يستمد منه الكثير و الكثير دون ان يٌعلمُه بذلك ... لكن للحقيقة أن اعظم ما كان يشعر به فى حضور الفصيح ليس الشعور بالسعادة المتعارف عليها بين الناس .. لكن الشعور بالاطمئنان و المؤانسة وتلك هى سعادتهما البسيطة جداً .. حتى و إن غابت .. تعود و تعود




"ملاحظة عابرة"
نظراً للتعطيل المتعمد لصفحة التعليقات بالمدونة .. فمن يود التعليق او الرد .. يتفضل بالكتابة لىٍ على البريد الالكترونى الاتى
omar.almasry1@gmail.com
نلتقى فى خروشة جديدة بأذن الله إن كان فى العمر .....
تحياتى / عمر المصرى


















.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة