هذه
الصورة النادرة تعود الى الفترة بين عامىِ 1900 -1920، المكان هو الميدان الفسيح أمام محطة القطارات الرئيسية
فى وسط القاهرة، كان عامة الشعب يسمونها " باب الحديد" و لاحقاً سميت " محطة مصر" والان "
ميدان رمسيس"
و غداً يعلم الله ماذاَ سيسمونهاَ.
أجمل
ما فى هذه الصورة بحجمها الاصلى الكبير هى درجة الوضوح العالية و نقاء التفاصيل قياساً
الى الفترة التى التقطت فيها الصورة و سنلاحظ الاتى:
-
المبنى بشكله الهندسى و طرازه المعمارى ما زال كما هو
حتى اليوم، بما فى ذلك "
الساعة الشهيرة "
فى الصورة تُشير الساعة الى التاسعة و خمسون دقيقة تقريباً " صباحاً بالطبع"
-
على باب الخروج القِبلى، ستلاحظ "الحمّارين" أصحاب و سائقى الحميِر و هم يقفون فى انتظار الركاب
الخارجون لنقلهم
-
عربة ترام تمر فى الشارع فى طريقها الى السبتية أو الى شُبرا،
و تبدوا غير مزدحمة فى هذا التوقيت، و نرى رجل واحد مرتدى طربوشاً و جالساً داخل
الترام فى إنتظار تحركه.
" ناس كانت رايقة"
-
عربة كارو يجرُهاَ حصانين و تحمل أجولة غلال و حبوب،
أعتقد فى طريقها الى سوق روض
الفرج.
-
يوجد عسكرى مرور
بلباسه الابيض و يقف فى المكان بين عربة الترام و عربة الكارو. " الشرطة وقتها ماكنتشى مقموصة من الشعب زى
دلوقتى"
-
ستلاحظ تنوع كبير فى ارتداء أغطية الرأس ، طربوش، عِمامة
صعيدى، شال سيناوى، لاَسة بلدى، عمة أزهرية
-
عربة اليد على اليسار تبيع اوانى زجاجية، أكواب او عبوات
مملوءة بسلعة للبيع.
-
عربة اليد الى اليمين قليلاً، تبيع الفول السودانى او حّب العزيز، و يتضح أن مِقياس البيع كان بملء المكيّال الذى وضعه
البائع نوعين منه "
مجرد تخمين "
-
الملاحظة البادية بوضوح شديد فى الصورة، هى أنه رغم
بساطة حال الناس وقتها لكن ستلاحظ أن معظمهم اجسامهم متسقة و متماسكة، فلن تجد هيئة مترهلة فى الصورة " المُتعبون و
المنغمسون فى الشقاء لا يملكون "
كروشاً"
-
و أخيراً و ليس أخراً، فعربات اليد البسيطة ما زالت حتى
اليوم تجوب معظم شوارع الاحياء الشعبية فى القاهرة.. ولذلك اسباب عديدة .. أبسطها
أن السعى للرزق عند البسطاء و الفقراء لا تتبدل أدواته مع تبدل الايام و الازمنة،
السبب لانهم ببساطة ما زالوا ..... فقراء.
عمــــر
المصـــــــرى
42000