الصورة قد تعود الى الاربعينات او الثلاثينيات من القرن الماضى، على إعتبار أن "البارون إمبان" هو أول من ادخل القطار الكهربائى"الترام واى" الى مصر عندما أنشأ حى مصر الجديدة بين عامى 1905 و 1910 " طبعا حضراتكم مكنتوش لسه شرفتوا "
إن كنت فى عجلة من أمرك فلن ترى فى الصورة إلاَ حالة زمانية غابرة. و إن كنت مثللى تُدمن التدقيق و التحليل سوف تمسك بالتفاصيل الصغيرة ، انا حاولت و أمسكت ببعض التفاصيل وهى:
- الترام يتكون من عربتين فقط، ممتلىء بالركاب " منفوخ بالناس" يبدوا أن الزحام و الازدحام و الحشر و التكدس ثقافة متوارثة
- رغم تكدس الناس بهذا الشكل لكن ستلاحظ ان الشارع ليس مزدحماً، بالبعض كان يمكنه السير على الاقدام فى الشارع و يرتاح من هذا الاختناق، مع العلم أننا الان غير متاح لنا نعمة هذه الشوارع الهادئة الرائقة الآمنة
- لا تستغرب عندما ترى العسكرى النظامى " متشعبط" على الباب، فكيف له أن ينهر أو يمنع جيرانه فى "الشعبطة" ..!؟
- حتى لا نظلم عسكرى النظام ، ممكن يكون الرجل ذو الزى الرسمى هو المحصل" الكُمسرى" حتى لو كان هو المحصل فكيف له أن يُحصل قيمة التذكرة من الوضع "متشعبطاً" ...!؟ و مع ذلك ستلاحظ ان الرجل الذى يقف يمين "العسكرى او الكمسرى" و يعطينا ظهره يلبس أيضاً زى رسمى
- ستلاحظ الشخص الذى يمشى على يمين الترام، خطواته تشى انه يمشى بامان و بدون تعجل، مما يدل على أن سرعة الترام لم تكن عالية "عالم كانت رايقة آوى"
- سئوال يفرض نفسه بسذاجة: هل كانت بنات حواء"النساء" لا يركبن الترام وقتها؟ فكيف لإمرأة أن تُحشر وسط هذا الخضم الرجالى "الخنفشارى"؟
- لست متأكد أن الصورة التقطت فى العباسية أو مصر الجديدة أو باب الشعرية او شارع الجيش، لكنها بكل حال هى فى القاهرة، القاهرة القديمة تملك سحرهاَ حتى لو كانت اللقطة أمسكت بلحظة معاناة يومية اعتيادية .... بقيت حتى اليوم " أقصد لحظة المعاناة اليومية"
- فى جميع الحالات لابد أن نحسد من عاشوا هذه اللقطة، خصوصاً الذين تكدسوا على سلم و ابواب و موْخرة الترماى ..نحسدهم على رشاقتهم فى الشعبطة والتسلق و التحمل .. ...... المهم ، هل سبق لك و .... رِكبت التُرماىّ..!؟
نعتذر عن هذه الغيبة، فلقد كانت بكل الاحوال لظروف خارجة عن الارادة
،عمــــر المصـــــــرى
33675