هذه الصور النادرة و القديمة و التى تعود إلىَ عام1942 التى سأنشرهاَ هُنا تِباعاً، وهى تنقل لنا بعض ملامح الحياة فى القاهرة و مصر فى ذاك الوقت.
ربماَ
هوَ شيئاً مُمتع أن نراهاَ الان بعد مرور اكثر من70 عام من وقوعها، ...حاولت بدورى
أن أُدقق و اُمعن قليلاً فى الصور ... كى
أقبضُ على ملاحظات فى تفاصيلها البسيطة العابرة، ..ففعلت ... ثم وجدت الامساك بذات
التفاصيل متعة مستقلة تتوازى مع المشاهدة نفسها.
الصُعلوك المُبتسم يُدخّن
-
طفل يتسول فى شوارع
القاهرة عام 1942 و رغم ذلك دّس سيجارة فى فَمه ... "فقر و عنظزة"
-
إذا دققت النظر إلى
شكل اُذنيه سوف تفهم تأثير ضغط ربطة غطاء رأسه .. " منديل محلاوى على
الارجح"
-
رغم انه فقير و متسول
و شبه عارى إلا انه يبتسم غير مبال بما هو قادم..." معندوش حاجة يخاف
عليها"
-
ليس غريباً أن يقف
المتسولون على ابوابنا منذ 70 عاماً، لكن الغريب هو إستمرار وجود الاسباب المؤدية
لذلك حتى اليوم.
الرَجُل الطَيبْ فىِ الَمطعمْ
رجل
من الصعيد أو الريف يتناول طعامه البسيط فى أحد المطاعم الشعبية فى القاهرة عام
1942
-
مُقارنةً بالمطاعم
الشعبية اليوم لكن فى الصورة تبدوا المنضدة التى يأكل عليها نظيفة، و كذلك كوب
الماء الزجاجى.
-
رغم انه سنفهم من
ملابسه انه من الريف البحرى أو القبّلى، إلاَ انه يجلس معه فى نفس المطعم "
واحد أفندى" ببدلة و طربوش .. يبدوا وقتها ان الحال من بعضه أو المأكل الشعبى
اللذيذ هو الذى جمعهما.
-
امامه طبقان، احدهما
به بذنجان " بابا غنوج على الارجح" بينما الطبق الثانى به
"لِفت" بكسر اللام .." لِفت مُخلل".
-
الملاحظة المريرة فى
هذه الصورة أن الخبز منذ 70 عاما مضت مقارنةً برغيف اليوم فإن رغيف زمان كان رائع و صالح للبشر " شكله يفتّح النفس للاكل".
-
الملاحظة الاخيرة
لهذه الصورة، أن عنصرى الصورة " الرجلين" احدهما"الافندى" مع
الزمن تغير شكله و حاله و ملبسه و مقامه، بينما الاخر" الريفىّ" كما هو
لم يتغير .. لا الشكل و المظهر و لا القدرة المالية ولا حتى ظروف المعيشة ... لذلك
بقى للثورة المصرية مطلب " العدالة
الاجتماعية " هو المطلب الذى يُغضب و يستفز أهل اليمين السياسى الذين هم أحرص
الناس على ديمومة الرأسمالية فى الاقتصاد بصرف النظر عن تردى حال هذا الرجل الطيب و
ملايين غيره .. حتى اليوم
65150