اليوم الأول:
فى اليوم السابق الجمعة 18 نوفمبر كانت هناك مليوينة سُميت "مليونية المطلب الواحد" حضرها و حشد لها من كل بقاع مصر اتباع و انصار تيار الاسلام السياسى ممثلاً فى الاخوان والسلفيين، مع حلول مساء الجمعة غادر جميعهم الى بلادهم عائدون بسلامة الله و حمده كى يتجهزوا للحملة الانتخابية للبرلمان وهى المغنم و المُراد وقتها لهم.
فى اليوم السابق الجمعة 18 نوفمبر كانت هناك مليوينة سُميت "مليونية المطلب الواحد" حضرها و حشد لها من كل بقاع مصر اتباع و انصار تيار الاسلام السياسى ممثلاً فى الاخوان والسلفيين، مع حلول مساء الجمعة غادر جميعهم الى بلادهم عائدون بسلامة الله و حمده كى يتجهزوا للحملة الانتخابية للبرلمان وهى المغنم و المُراد وقتها لهم.
بينما بقى فى الميدان " معتصميين" أهالى شهداء
و جرحى الثورة الذين ماطلتهم حكومة عصام شرف وقتها فى صرف ما وعدتهم الحكومة من
مساعدات او تعويضات وهم الذين قدموا لبلدهم فلاذات أكبادهم خلال
أيام الثورة.
فى
صباح السبت إعتدت عليهم قوات الشرطة و المرافق و الامن المركزى و تعمدت أهانتهم و
بعثرت حوائجهم البسيطة بل و القت القبض على بعضهم، خلال وقت قصير تكفل تويتر و
فيسبوك بنقل الاخبار المزعجة و المهينة فتدفق شباب الثوار الى الميدان لرد الاهانة
و العدوان عن أهالى الشهداء و الجرحى........... و من ثم إشتعلت واحدة من أشهر و
اكبر معارك الثوار مع وزارة الداخلية بضباطها و جنودها و وزيرها حينئذ.
وصلت
الميدان قبل آذان المغرب يوم السبت و كانت الكاميرة كالعادة هى رفيقتى.
و
بمناسبة مرور العام الأول على ما حدث هناك سوف انشر مقتطفات منتقاة من الفيديوهات
بعد ان تمت معالجتها بسبب حجمها الكبير و سوف اعرضها بحجم صغير و جودة متواضعة.
أحسبها
شهادة معاصرة عشتها بنفسى مثل الالاف تواجدوا فى شارع محمد محمود، أيام مجيدة للثورة
ستبقى دائماً وابداً فى ذاكرة الجميع محفورة
الساعة
4.52 م
على
ناصية محمد محمود امام مطعم هاردييز كانت سيارة الشرطة المشتعلة ما زالت النهار
تأكلها بينما اندفع مئات الشباب الى داخل محمد محمود، بينما بضعة الالاف احتشدت فى
الميدان
الساعة
4.56 م
اندفعت
داخل محمد محمود حتى وصلت الخط الامامى للاشتباكات كان الشباب لا يملكون إلا
الحجارة بينما كانت الشرطة امامنا بالغاز و الخرطوش و المطاطى و طلقات الصوت ترد
... و بقسوة
الساعة
5.03 م
رجعت
إلى أول محمد محمود تحت تأثير الغاز، وجدت الشباب يصلون المغرب الذى قد حان قبل
دقائق موعده بينما وقف امام المُصليين صفاً من الشباب ليحميهم أثنار الصلاة، بينما
كان المصلون يكبرون كان صوت قنابل الغاز و الخرطوش أعلى من صوتهم، وكالعادة فى
الميدان كانت الصلاة تتم على مجموعات، بانتهاء الصلاة انفجر الغضب مصحوباً
بالتكبير لله سبحانه وتعالى.
الساعة
5.17 م
بمجرد
انتهاء الصلاة اندفعنا جميعا لمناصرة الشباب داخل الشارع، بينما قوات الداخلية
كانت ترد بعنف و قسوة.. و لاحظت زيادة اعداد الضباط و الجنود و كذلك السيارات
المدرعة.
الساعة
5.24 م
حل
الظلام على الشارع معظم اعمدة الانارة مطفئة، ظلام دامس، بدأ نقل الاصابات الخطرة الى
الخلف و سمعت باذنى احد المصابين يرفض نقله بسيارة الاسعاف خشية الاعتقال فى
المستشفى الحكومى، تحت وطاءة الغاز و الخرطوش و زيادة اعداد سيارات الشرطة بدأنا
نتراجع للخلف للميدان حيث المساحة واسعة و التنفس أسهل كثيراً من الداخل...
و إندفعت بسرعة خلفنا قوات الشرطة تطلق الغاز و تضرب طلقات الخرطوش بكثافة على
المتظاهرين.
الساعة
5.33 م
اندفعت
قوات الشرطة داخل محمد محمود بكثافة، وتحت تأثير الغاز تراجع المتظاهرين الى قلب
الميدان الاوسع، لكن الشرطة واصلت اطلاق قنابل الغاز بغزارة، اصبت باختناق و سقطت
على الارض و رقدت الكاميرة بجانبى ايضاً.
الساعة
5.40 م
احتلت
الشرطة قلب الميدان ثم بدأت فى اطلاق أكبر كم من قنابل الغاز علينا، تراجعنا الى
شارع مريت باشا، بدانا نجمع انفسنا هناك و نساعد و نحمل المصابين، كان بيننا فتيات
حاضرات بمقام رجال غائبون
الساعة 6.13 م
كان
بيننا حتى بائعى غزّل البنات المساكين، اندفعنا شارع قصر النيل المؤدى الى ميدان
طلعت حرب و تلاقينا مع المتظاهرين الذين خرجوا من الميدان الى شارع سليمان باشا و
تجمعنا فى الميدان
الساعة
6.28م
و
بدأ ضرب الغاز علينا مرة أخرى من شارع قصر النيل و شارع شامبليون، فتجمعنا مرة
اخرى جميعا فى شارع محمود بسيونى للتوجه الى ميدان الشهيد عبد المنعم رياض، لم
تهبط معنوياتنا........ بل زاد الاصرار اكثر... و انطلقت الهتافات تنادى بالحرية و
سقوط حكم العسكر و سقوط المشير
فى
ميدان طلعت حرب شاهدت الفاضلة/ ميرى دانيال و طلبت منها برفق ان تبتعد عن مصدر
الخطر مع رفيقاتها، لكنها شكرتنى و اجابتنى بثبات و إيمان أنها إن لحقت بشقيقها
مينا دانيال ستكون أسعد حالاً.
الساعة
6.31 م
عندما
وصلنا الى مشارف ميدان الشهيد عبد المنعم رياض، صدمنا جداً أن جموع المتفرجين فى
الميدان وعلى كوبرى 6 اكتوبر كانوا أكثر منا عدداً، و وقفوا يتفرجوا بحياد غريب،
بكل حال عندما اندلعت الثورة قبل 10 شهور كان ملايين المصريين راقديين على الارائك
و الكنب آمنيين فى بيوتهم ... "حزب الكنبة لاحقاً"
الساعة
6.35م
بدانا
مرة أخرى التجمع امام المتحف المصرى داخل شارع مريت باشا او امتداد شارع قصر
العينى متوجهين الى قلب الميدان بعد ان انسحبت منه قوات الشرطة الى داخل شارع محمد
محمود
الساعة
6.53م
عندما
وصلنا قلب الميدان لاحظت ان المتظاهرين
يتوجهون للميدان من مختلف الشوارع الجانبية عائدين باصرار للميدان ، بينما
جاءت سيارة شرطة مسرعة و مرتبكة بعد ان كانت تطارد المتظاهرين على كوبرى قصر النيل
محاولةً ان تلحق بإخواتها من السيارات المدرعة التى انسحبت بسرعة كبيرة الى داخل
محمد محمود، و على يمين مسجد عمر مكرم بالقرب من ميدان سيمون بليفار كانت سيارات
الاسعاف هناك، بدء العدد يزيد تدريجيا ثم انضم لنا مئات المتظاهرين الين هرعوا الى
الميدان بعد علمهم بحجم الاشتباكات و الاصابات.
الساعة
10.11م
مرت ساعات الان، العدد يزيد تدريجيا ثم انضم لنا مئات المتظاهرين الذين هرعوا الى الميدان بعد
علمهم بحجم الاشتباكات و الاصابات.
إمتلء
الميدان بالالاف المتظاهرين، رغم برودة الجو... و رغم عدد الاصابات التى لحقت بالشباب ...
و رغم الارهاق الناتج عن الكر و الفر .... و رغم تأثير الغاز الجديد البشع، لكن بداَ واضحاً
أن الاحداث فى سبيلها للتصاعد العنيف
لا
منصات ولا ميكرفونات مزعجة ولا مزايدات سياسية .. فقط الغضب الكبير هو الذى استولى
على مشاعر و افكار و أراء الثوار الحقيقيين الذين حضروا للميدان من كُل حدبْ و صوب،
و أنت فى شارع محمد محمود فى سخونة الاحداث لا تفكر فى السياسة أو مصلحتك فى
الانتخابات التشريعية التى كانت على الابواب، فقط ستجد نفسك تفكر فقط فـــى مَن حولك و مَن أمامك.
لاحقاً، حددتْ معركة محمد محمود الخطوط الرئيسية الواضحة لنهاية حكم
العسكر، والزمتهم بتاريخ مُحدد لتسليم
السلطة للمدنيين .. لكن كان الثمن عشرات الشهداء و مئات المصابين
إنتظروا الجزء الثانى
60300