هوَ أول كوبرى يتم بناءه فوق النيل، و منذ عام 1871 حتى عام 1933 كان العامةَ يسمونه"جسر الجزيرة"
و يعرف الان بإسم "كوبري قصر النيل" وهو يقع بالقرب من ميدان الاسماعيلية
"التحرير الان" قلب القاهرة, و يعد أول كوبري أنشأ في مصر للعبور على
النيل ويتميز بتلك التماثيل الأربعة للأسود القابعة عند مدخلي الكوبري، اثنان عند
مدخل ميدان التحرير الان و اثنان عند مدخل الجزيرة "دار الاوبرا الان"،
و الاسود الاربع مصنوعون من البرونز الخالص.
والان أنشر "نسخة مُصغرة" من ثمانية صور نادرة ، التقطت للكوبرى فى هيئته"الاولى"
فى الفترة بين اعوام 1880 حتى 1920، و فى ختامة التدوينة سوف أذكر معلومات مُبسطة
عن الكوبرى الشهير .. صديق الثورة و الثوار
واحدة من أروع الصور التى التقطت لكوبرى
قصر النيل عام 1880، و يظهر جزء كبير من جسم الكوبرى و فى نهايته ناحية الجزيرة
يقبع الاسدان، بينما الرائع جداً ان الاهرمات الثلاثة تظهر بوضوح رغم ان مكان التقاط
الصورة كأنه فى موقع فندق هيلتون الان.
هنا مراكب الصعيد التى أتت بالمصنوعات
الفخارية لتباع فى قاهرة المُعز او لتستكمل رحلتها إلى الوجه البحرى، مكان الصورة
هو شاطىء النيل الشرقى أمام فندق سميراميس الان.
هذه الصورة أيضا على الشاطىء الشرقى
للنيل لكن قبل رأس الكوبرى من ناحية جامعة الدول العربية الان، وتظهر المراكب
الشراعية التى تنقل البضائع من و إلى الوجه البحرى.
هنا مع موعد فتح الجزء المتحرك من
الكوبرى، تتأهب المراكب الشراعية الفارغة و الاتية من الوجه البحرى للعبور إلى
الوجه القبلى للنقل او التجارة.
هذه الصورة أكثر إتساعاً لتوضيح حركة
المرور الدقيقة تحت كوبرى قصر النيل بين قافلة الوجه القبلى المُحملة و الاتية من
الصعيد و بين قافلة الوجه البحرى المسافرة عكس التيار .. قاصدة قرى و مدن صعيد مصر
للشراء و التجارة و نقل الركاب.
عامةْ الشعب من الرجال و النساء و الصبية... قوم
البسطاء الفقراء ... و برفقة الجِمال و الدوَاب المُحملة ... يعبرون "جسر
الجزيرة" كوبرى قصر النيل ... كُلاً إلى حاله.. يسعى وراء الرزق و سُبل
الحياة البسيطة المتواضعة.
هذه
الصورة احدث كثيراً من الصور السابقة، تم التقاطها عام 1920، عناصر الصورة تغيرت
عن سابقتها، هنا قافلة تعبر الى ميدان الاسماعيلية"التحرير" على اليمين
فى طريقها من الجزيرة "الزمالك الان" .. مشاة و عربات كارو لنقل البضائع
.. و عربات حانتور لنقل الركاب .. وجِمال تحمل برسيماً او حصاد قمح او شعير
بينما
على اليسار قافلة من راكبى الحَميّر قادمين من الشرق من قلب القاهرة عائدةً الى الغرب حيث الجزيرة ومنها يعبرون
الفرع الغربى من النيل بقوارب او مراكب شراعية لتنقلهم الى المناطق الريفية فى
الجيزة و ضواحيها ، بينما احد المشاة يعبر ماشيا و حاملاً زواد او هدايا أتى بها
من القاهرة إلى زويه واهله
يظهر
فى اقصى الكوبرى من ناحية ميدان الاسماعيلية جزء من ثكنات الجيش الانجليزى التى
حلت مكان قصر "النيل" بعد هدمه،
بينما يظهر عساكر الدرك فى منتصف الكوبرى لحفظ الامن و النظام " الذى لا يتوفر للاسف الان على نفس الكوبرى "
تم البدء في إنشائه عام 1869 في عهد
الخديوي إسماعيل حيث اصدر امراً عالياً إلى نظّارة الاشغال عام 1865 أثناء بناء
سراي الجزيرة "جزيرة الزمالك الان" بإقامة كوبري يصل بين قلب القاهرة
والجزيرة .. وقد قامت شركة فرنسية ببناءه بتكلفة 113 الف و 850 جنيه مصري بما
يعادل وقتها مليونان و750 ألف فرنك فرنسى " إحسبوها على
مهلكم بقى عشان تعرفوا قيمة الجنيه كانت فين وبقت فين "
بعد ثلاث أعوام ... إكتمل بناؤه في
منتصف عام 1871 بطول (406 أمتار) وعرض (10,5 متر) منها (2,5 متر) للرصيفين
الجانبيين وطريق بعرض (8 أمتار) و الكوبري مكوناً من 8 أجزاء منها جزء متحرك من ناحية
ميدان الاسماعيلية "التحرير " طوله 64 متر لعبور المراكب الشراعية والسفن و كان
يتم فتحه يدوياً من خلال تروس
معدنية كبيرة. "للاسف تم نهب غرفة التروس منذ شهرين
و سرقت اجزاء هامة و أثرية"
بعد إفتتاحه تقرر فرض رسوم عبور حسب نوع
المارة بالجسر... فالرجال والنساء ربع قرش ... والاطفال معفيين من الرسوم ...
والعربات المليئة بالبضائع قرشين ... والعربات الفارغة قرش واحد فقط ... و قرشان للجمل المُحمل ... وقرش واحد للجمل الفارغ
... والخيول والبغال المحملة قرش .... و15 باره رسوم عبور الأبقار والجاموس "كانت قيمة الباره تقدر بربع المليم) ... وعربات الكارو 3 قروش للمحمله وقرش واحد
للفارغة.... والأغنام والماعز " والخرفان يعنى"
رسوم عبورهم كانت 10 بارات ... "
بما يساوى اثنين و نصف مليم"
للرأس الواحدة
..
و سمى الجسر بكوبري قصر النيل نظراً
لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشأه محمد
على لإبنته زينب ...ولما تولى سعيد باشا
الحكم قام بهدم القصر وتحويله لثكنات للجيش وقد احتلها الإنجليز بعد احتلالهم لمصر
وبعد جلاءهم تم هدم الثكنات وبناء جامعة
الدول العربية وفندق هيلتون مكانها.
وبعد 59 سنة من إنشاء الكوبري تم عمل
كوبري جديد مكان الكوبري القديم يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة
ويتلائم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران في عهد الملك فؤاد الأول حيث قد قام
بوضع حجر أساس الكوبري الجديد في 4 فبراير عام 1932 و إحياءاً لذكرى والده فقد
اطلق عليه اسم (كوبري الخديوي إسماعيل)
ويبلغ طول الكوبري (382 مترا) - وعرض الكوبري (20 مترا) بتكلفة بلغت 291
الف و 955 جنيه مصرى و تم انشاءه فى عام واحد فقط, و قام الملك فؤاد الأول
بافتتاحه في مارس عام 1933... و بقى على حاله "ثمانون عاما" حتى
يومنا هذاَ
ملاحظة: فى الختام هنا .. يتوجب علىّ أن أعتذر عن إنقطاعى لمدة
شهرين عن النشر فى خروشات ... و متمنياً بصدق الاَ يتكرر هذاَ
74900
صفحتى على الفيسبوك
حسابى على توير